أبريل بدايات الربيع وربيع الطاقة الشمسية على أرض المملكة

شارك المقال

أبريل…بدايات الربيع… وربيع الطاقة الشمسية على أرض المملكة
رؤية 2030 تظهر نجاحات مبهرة يوما بعد يوم، في جميع القطاعات وبخاصة قطاع الطاقة الشمسية الذي قفز خلال عامين أو أقل قليلاً، قفزات تخطت ما يزيد عن تطورها في العشر أعوام الماضية.
حكمة ورؤية ثاقبة أدركت حجم الكنز وأفضل طرق استغلاله …شمس المملكة ومصادر الطاقة المتنوعة التي حباها الرحمن لهذه الارض الطيبة. بالإضافة إلى عقلية تخطت الزمن تجلت في ولي العهد الامير محمد بن سلمان ورؤيته للمملكه 2030 والتي لعبت قطاعات الطاقة وبخاصة الطاقة المتجدده فيها الدور الاهم لتحويل المملكة إلى لاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمية بكافة قطاعاتها.
بدء مارس وبدأت معه حزمة من الانجازات الجديدة في قطاع المشروعات التي تعنى ببناء محطات ومشاريع جديدة للطاقة الشمسية في مختلف مدن المملكة.
هذا بالإضافة إلى استمرار التوسعات في تنويع مزيج الطاقة الوطني بما في ذلك الطاقة الذرية، حيث أطلقت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة برنامج تطوير الكوادر الوطنية المنضوي تحت مظلة مشروع تعدين اليورانيوم بمنطقة وسط الأردن بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية الأردنية وشركة تعدين اليورانيوم الأردنية الذي سيستمر لمدة عام واحد.
وشملت أول دفعة من المتدربين السعوديين إيفاد 13 مختصاً للأردن نظراً لتجربتهما الجيدة في مجال استكشاف وتعدين اليورانيوم بهدف نقل التقنية وتدريب الكوادر الوطنية في مجال استكشاف خامات اليورانيوم وإنتاج أكسيد اليورانيوم “الكعكة الصفراء” وعمل دراسة الجدوى الاقتصادية القابلة للتمويل.
ويعـد مشروع تعدين اليورانيوم أحد مكونات المشروع الوطني للطاقة الذرية في السعودية الذي سيعزز زيادة المحتوي المحلي في سلاسل القيمة الصناعية والخدمية وتوطين الدراية الفنية في تقنيات الطاقة الذرية واستثمارها تجارياً حيث تهدف مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة إلى المساهمة في تنويع مزيج الطاقة الوطني لتوفير متطلبات التنمية الوطنية المستدامة التي تنص عليها رؤية المملكة الطموحة 2030 وذلك بمتابعة مستمرة من قِبل المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية الذي وجه بضرورة استمرارية تطوير الكوادر الوطنية حيث يعـد هذا التطوير من أساسيات البنية التحتية اللازمة لإدخال هذا النوع من التقنيات إلى مزيج الطاقة الوطني.
ثم تلي ذلك فتح باب التقدم لللإستثمار في مشاريع الجولة الثانية من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، والتي تشمل 7 مشاريع للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة توليد 1.52 جيجا واط وبحجم استثمارات مباشرة تقدر بـ 1.51 مليار دولار. وقد جاء هذا الإعلان على ضوء النجاح الكبير الذي حققته طلبات إبداء الرغبة في الاستثمار خلال يناير الماضي حيث لاقت الطلبات استجابة سريعة من قبل 256 شركة، منها 100 شركة محلية تأسست في المملكة، مقارنة بـاستجابة 75 شركة لمشروع مدينة سكاكا للطاقة الشمسية الكهروضوئية ” 30 ميجاواط ” و 38 شركة لمشروع محافظة دومة الجندل لطاقة الرياح “400 ميجاواط ” في عام 2018م وتعكس معدلات الاستجابة المرتفعة من قِبل الشركات مدى جاذبية قطاع الطاقة المتجددة في المملكة محلياً ودولياً، والرغبة في المساهمة بتحقيق الرؤية الطموحة للمملكة الرامية إلى توليد أكثر من 200 جيجاواط من الطاقة المتجددة الممتدة عبر سلسلة القيمة بأكملها بدءً من التصنيع المحلي وصولاً إلى تطوير المشاريع.
وتتوالى الإنجازات وبالرغم من حجم المهام والمسؤوليات التي تضطلع بها هذه الادارة الحكيمة فلا تزال مكة في القلب من كل شيء ولا تزال خدمة زوار بيت الله الحرام شغلها الشاغل.
ولأجل أن يتم ذلك على أكمل وجه، وفي نطاق تكامل ذلك مع رؤية المملكة 2030 فقد أشرقت شمس مارس على مكة بالخير، حيث تم بفضل الله توقيع مذكرة تفاهم لبدء تنفيذ مشروع الفيصلية للطاقة الشمسية بقدرة 2600 ميجاواط وذلك بين الوزارة وهيئة تطوير منطقة مكة المكرمة. وتأتي المذكرة تماشياً مع رؤية المملكة 2030 وضمن جهود وزارة الطاقة لتنويع مزيج الطاقة وصولاً لمزيج مستدام يستفيد من مصادر الطاقة المتجددة إضافة إلى تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد الهيدروكربونية والتعدينية وبما يحقق ‏التنمية المستدامة للاقتصاد الوطني في المملكة.
ويستهدف مشروع الفيصلية للطاقة الشمسية بمنطقة مكة المكرمة مواكبة الزيادة المتوقعة في أعداد السكان وضيوف الرحمن، وما يترتب عليها من زيادات متوقعة في الطلب على الكهرباء والطاقة النظيفة.
ويوفر المشروع ميزات عديدة منها تغذية الشبكة الكهربائية في المنطقة الغربية في أوقات الذروة ورفع أمن ومرونة الطاقة الكهربائية وتغذية مدينة الفيصلية بالطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الكربونية وتوفير فرص استثمارية وصناعية يترتب عليها إيجاد وظائف تسهم في استيعاب وتطوير القدرات السعودية.
يذكر أن مشروع تطوير هيئة منطقة مكة المكرمة يهدف إلى التطوير الشامل للمنطقة عمرانياً واقتصادياً وتنموياً فضلاً عن تطوير البنية التحتية الأساسية والبنية التحتية الرقمية ‏والخدمات اللوجستية والنقل وغيرها.
ونختتم مارس بصفقة استحواذ شركة أرامكو على 70 في المائة من أسهم شركة “سابك” ،وبحسب الخبراء والمختصون في قطاع الطاقة، فإن صفقة شركتي “أرامكو” و”سابك”، ستحدث تحولاً شاملاً في القطاع عالمياً، وتؤمن أسواقاً جديدة لخام “أرامكو” الذي يشكل له قطاع الكيمياويات محوراً أساسياً.
ومما لا شك فيه أن هذا الاستحواذ سيحدث نقلة نوعية وسيؤسس لشركة وطنية عملاقة متكاملة تقود قطاع الطاقة العالمي. نظراً إلى أن الاستحواذ يعد صفقة تاريخية وضخمة على المستوى العالمي؛ عائدها الأكبر يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني، لتعزيز أنشطة “أرامكو” في التكرير والبتروكيماويات؛ كما أن هذا الحجم من الصفقات يعد فرصة كبيرة ومهمة للنمو وتحفيز تطور قطاع الكيماويات وتنويع الاقتصاد ونمو صناعات تحويلية جديدة وزيادة الناتج المحلي وتوفير فرص عمل.
ومع كم مشروعات الطاقة المتجددة الهائل الذي تم تنفيذه أو البدء فية خلال 2018 و2019 فإن المملكة أصبحت أحد أكبر وأهم المنافسين في قطاع الطاقة العالمي بمزيج فريد وغني ومتنوع من مصادر الطاقة التي تدر على هذا الوطن وابناؤه الخير الوفير ولا يزال في جعبة هذه القيادة الحكيمة الكثير من الخير الذي يقدمونه لهذا الوطن. ولا يزال الاستثمار الحقيقي لهذا الشعب هو استثماره في الثقة، ثقة في رؤية قيادتهم لمستقبل مشرق لهذا الوطن، وعمل جاد يقدمه كل منهم في موقعه، لتشرق شمس المستقبل على وطن ستظل شمسه أعظم استثماراته واكثرها استمرارية.

شارك المقال